مدخل ..
( اعلم انها لن تصل ، واعلم انني اهمس في اذن المستحيل ،، بالمستحيـــل )
( قولوا لهم )
قولوا لهدهد سليمان !
إني تفقدت مكانه فلم أجده
فمتى سيأتي لي من أحمد بالنبأ اليقين ؟
قولوا لسفينة نوح !
لماذا استعجلت الإبحار دوني
وخلفتني على شاطىء البحر وحدي
ورحلت به بصحبة سواي ؟
قولوا لفرعون مصر !
تجاوزه البعض في هذا الزمن ظلماً وجوراً
فلم يعد المثل الأنسب للظلم والجور والطغيان ..
قولوا لقميص يوسف !
بدأ الظلام يتسرب لعيني
والعير لم تقبل بعد
وتأخر البشير كثيراً .. وتأخر العمر أكثر
قولوا لعصا موسى !
انتشر سحر السحرة بيننا كالطوفان
فدمر البيوت وفرق القلوب
وهدم جزر الأمان وأحرق مدن الأحلام
قولوا لحوت يونس !
إن حوت الغدر قد ابتلعني ذات ثقه
ومازلت في جوف الحكاية أردد بألم وإصرار
((لا إله ألا انت ، سبحانك إني كنت من الظالمين))
قولوا لإمرأة العزيز !
إني ماغلقت الأبواب عليه
ولا وقفت أمامه بكامل خطيئتي
ولاهمست له ((هيت لك))
ولاشددت قميصه من دبر
ولا أخرجته على نسوة المدينة
لهذا ، صوب هدفه المسموم نحو قلبي .. زهدني .. ورحل .
قولوا لفتية الكهف !
من يهديني خارطة الطريق إلى كهفهم ، كي انام ألف عام
واستيقظ على عالم غير العالم
وأحبه غير الأحبه
وصحبة غير الصحبه .
قولوا لمريم بنت عمران !
ياطهر الارض ،
كم عذراء على الارض هتكت وسلبت وقذفت ظلماً
وتهامسوا في الخفاء عنها
وأكلوا لحمها بالعلن ميتاً ؟
قولوا للأمير الحمداني !
إني أدمنت قصائدي
وأتقنت الفروسيه بجنون
حتى ظننت اني حبيبته !
قولوا لصلاح الدين !
إن مهازلنا العربيه تجاوزت كل حد
وإن لبنان الجمال أمسى بلا رئيس .
قولوا للعراق الجريح !
أصبح شق الجرح أوسع من قدرة كرامتنا
على جمع أطرافه واليسطره عليه ، وربطها .
قولوا لبائعة الكبريت !
ثقابنا في هذا الزمن يشتعل وينطفئ
ويعاود الاشتعال والانطفاء اكثرمن مره
يمنحنا النار ، لكنه لا يمنحنا الدفء.
قولوا لسندريلا !
أن لا تنتظر ، فالأمير حين ألتقط فردة حذائها الذهبيه
ذهب في اتجاه إمرأة اخرى
فالاخرى كانت اكثر قدره على تغيير مقاسات قدمها . وقلبها .
قولوا له !
لن يقرأ آيات الله على ضريح الحكاية بخشوع
فليلة البارحة اشتعلت النار بي ، وأحرقته